لو أنك طفت على الناس تسألهم ما الذي يمكن أن يجعلهم أكثر سعادة، فستحصل على إجابات من قبيل: سيارة جديدة ، أو منزل أكبر، او زيادة في الراتب، أو الفوز باليانصيب، على الأرجح أنك لن تجد واحدآ من بين كل مائة يقول لك فرصة لمساعدة الناس، إلا أن هذا هو ما يجلب أقصى سعادة على الإطلاق.

“ثلاثة أشياء هي المهمة في حياة البشر: الأول هو أن تكون محسنا، والثاني هو أن تكون محسنا، والثالث هو أن تكون محسنا”

عزيزي القارئ:

لماذا أناديك بـ عزيزي وأنا لا أعرفك، ولا أهتم بمعرفتك من الأساس؟! ولماذا أصفك بالقارئ وقد تكون أجهل من قراءة حرف واحد، وأقصى ما وصلت له من علم هو حدود بلدتك؟! إن العلاقة بيننا واضحة وصريحة، أنا كتبت من أجل تخليد اسمي في تاريخ الأدباء والمفكرين أولا، ثم انتظار المقابل المادي البسيط، وأنت اشتريت هذا العمل لأنك تُحب كتاباتي أو لتهديه لأحد أصدقائك مرغمًا وأنت لا تطيق سماع اسمي أو لأنك اشتريته لتتصيد أخطائي في الكتابة، ومن ثمَّ تُشكك في أعمالي ونجاحي، وتكتب نقدًا كاملًا عني، وتتهمني بالإسفاف والابتذال الأدبي. أزعجتك هذه المقدمة أليس كذلك؟

هذه طبيعتنا البشرية التي تجعلنا لا نتقبل حقيقة الأشياء، نحب تزيينها وتغليفها بالكلمات المعسولة لنتقبلها، التي تكون وفي كثير من الأحيان... كاذبة!