تحميل كتاب نصائح في تربية الأولاد pdf الكاتب عبد الحميد رميته
إن أول خطوة على طريق إقامة الحق والعدل في كل بلاد المسلمين , هي التعليم والتوعية والثقافة للشعوب العربية والإسلامية حتى يرتفع كل فرد منها إلى المستوى الذي يَسمحُ له بأن يصبح مستعدا للتضحية بماله وجهده ووقته وبأغلى ما يملك من أجل تحقيق ذلك . وهذا التعليم وهذه التوعية وهذه الثقافة لا ولن تعطي ثمرتها الطيبة كما ينبغي , إلا إذا تعاونت فيها أطراف مختلفة تعاونا حقيقيا -لا شكليا- مثل الشارع والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام والبيت. ولا أظن أن اثنين مؤمنين عاقلين يمكن أن يختلفا في أن دور البيت هو الدور الأهم والأعظم والأخطر والأكبر. فإذا أصلحَ البيتُ الطفلَ سهُل على الغير مواصلة الإصلاح , وإذا أفسدَ البيتُ الولدَ صَعب على غيره ابتداء الإصلاح. وإصلاح البيت وإفساده يتمثل أولا وثانيا وأخيرا في قيام الوالدين بدورهما الكامل في تربية الأولاد أو بتقصيرهم… عرض المزيد
تحميل كتاب نصائح في تربية الأولاد pdf الكاتب عبد الحميد رميته
إن أول خطوة على طريق إقامة الحق والعدل في كل بلاد المسلمين , هي التعليم والتوعية والثقافة للشعوب العربية والإسلامية حتى يرتفع كل فرد منها إلى المستوى الذي يَسمحُ له بأن يصبح مستعدا للتضحية بماله وجهده ووقته وبأغلى ما يملك من أجل تحقيق ذلك . وهذا التعليم وهذه التوعية وهذه الثقافة لا ولن تعطي ثمرتها الطيبة كما ينبغي , إلا إذا تعاونت فيها أطراف مختلفة تعاونا حقيقيا -لا شكليا- مثل الشارع والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام والبيت. ولا أظن أن اثنين مؤمنين عاقلين يمكن أن يختلفا في أن دور البيت هو الدور الأهم والأعظم والأخطر والأكبر. فإذا أصلحَ البيتُ الطفلَ سهُل على الغير مواصلة الإصلاح , وإذا أفسدَ البيتُ الولدَ صَعب على غيره ابتداء الإصلاح. وإصلاح البيت وإفساده يتمثل أولا وثانيا وأخيرا في قيام الوالدين بدورهما الكامل في تربية الأولاد أو بتقصيرهما في ذلك أو بقيامهما بدور التهديم لا البناء .
وفيما يلي مسائل مختلفة ومتفرقة , مبعثرة وبسيطة , بعضها أكثر أهمية من بعض لكنها كلها مهمة ومهمة للغاية بإذن الله , أقدمها بين يدي كل زوجين وكل والدين , سواء على سبيل التعليم أو على سبيل التذكير , عسى أن يستفيدا منها اليوم أو غدا أو بعد غد.
وأشير هنا إلى أن النصائح والتوجيهات الموجهة عموما للزوجين أو للأبوين متعلقة بتربية الأولاد في الفترة ما بين الولادة وسن الرابعة عشر أو سن البلوغ للذكر أو للأنثى , وأنا لم أذكر- بالنسبة لأغلبية المسائل- السن المقابل أو المناسب لكل نصيحة أو توجيه , حتى تبقى عامة يمكن أن يستفيد منها كل زوج أو زوجة , وكل أب أو أم , كل واحد منهما على حسب فهمه وعلى حسب قدراته وعلى حسب إمكانيات ولده أو ابنته البدنية والنفسية والعقلية والروحية .
أما المسائل التي ذكرتها مرتبطة بسن معين للطفل أو بفترة معينة من عمر الطفل , فإنني في أغلبها أنقل من علماء , وفي البعض والقليل منها أذكر رأيي المتواضع , لكن ربط النصيحة والتوجيه بسن معين أو بفترة معينة يبقى نسبيا إلى حد كبير :
- لأن الإنسان عالم معقد .
- ولأن علم التربية من العلوم الإنسانية وأحكام العلوم الإنسانية فيها من النسبية ما فيها .
- وقبل ذلك كله وبعد ذلك كله لأن هذا الربط لم يرد فيه كتاب أو سنة أو إجماع .
والله الموفق والهادي لما فيه الخير أولا وأخيرا .
لكن قبل ذلك أحب أن أنبه - من باب الصراحة الزائدة , وحرصا على الأمانة العلمية , وإبراء للذمة أمام الله وأمام الناس, وعلى سبيل التذكير أو التعليم - إلى جملة ملاحظات أساسية ومهمة جدا :
الأولى : ليس شرطا أن يطبق الأبوان كلَّ ما ذُكر في هذه الرسالة من مسائل , وإنما يجتهدان على أن يطبقا ما استطاعا من ذلك , فقد أطبِّق أنا البعضَ مما أقدرُ على تطبيقه منها ويطبقُ غيري البعضَ الآخر مما يستطيع تنفيذُه منها ( والسبب في ذلك عوامل كثيرة جدا من الصعب إحصاؤها ) , ولا يجوز أن ألوم أنا هذا الآخر, ولا يجوز للآخر أن يلومني . أما أن أطبق أو يطبق غيري كلَّ ما ذُكرَ فيكاد أن يكون ذلك أمرا مستحيلا .
الثانية : ما يقال من أنه " كما يكون الأبُ يكون الابنُ " ليس صحيحا 100 % , وإلا لما كان بن سيدنا نوح كافرا مع أن أباه كان نبيا ورسولا . والتاريخ مليء بالشواهد على صحة ما أقول , فما أكثر ما رأينا وسمعنا عن علماء وصالحين لكن أولادهم كفار أو على الأقل فسقة وفجار, والعكس صحيح أي ما أكثر الكفار أو الفساق الذين خرج من أصلابهم مؤمنون صالحون أتقياء . إن الأب - أو الأم - لا يلام ولا يحاسب بإذن الله على انحراف ابنه أو ابنته إلا إذا قصر في التربية والتعليم والتأديب والنصح والتوجيه , أو قصَّر في إعطاء القدوة الحسنة لأولاده . أما إذا فعل ما عليه ثم انحرف ابنه أو ابنته فإن ذمته بريئة عند الله تعالى , ولا لوم عليه ولا عتاب ولا توبيخ ولا ...
الثالثة : ليس صحيحا بالمرة ما يقال من أن " الطفل الصغير صفحةٌ بيضاء تكتبُ عليها ما تشاء", بل إن الإنسان – والطفلُ إنسانٌ – كائن معقد للغاية على خلاف الجمادات والنباتات والحيوانات .
صحيح أن التربية في الصغر أسهل بكثير من التربية في الكبر, لذلك قال النبي محمد عليه الصلاة والسلام عن فترة الصغر:(كل مولود يولد على الفطرة, فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه), لكن هذا شيء والقول بأن الطفل- وهو صغير- نفعلُ منه ما نشاء وكيفما نشاء شيء آخر. ويحضرني هنا قول لزوجة الرئيس الأمريكي السابق " بيل كلينتون" والتي تسمى "هيلاري" عن تربية الطفل :
" Il faut tout un village Pour éduquer un enfant "
أي أنه " تلزم قرية بكاملها من أجل تربية طفل واحد". والله وحده المستعان أولا وأخيرا .
تحميل كتاب نصائح في تربية الأولاد PDF - عبد الحميد رميته
هذا الكتاب من تأليف عبد الحميد رميته و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
تحميل كتاب نصائح في تربية الأولاد PDF
عرض اقل