كارلوس ليسكانو، من أشهر كتاب الرواية في الأوروغواي، وقد كان هذا الكاتب عسكرياً وعضواً في حركة التوبمارو “حركة تحرر ثورية يسارية اعتمدت النضال العسكري وحرب العصابات لتحقيق أهدافها بين العامين 1960م و 1970م، ويعود اسمها إلى توباك أرمو، الهندي الذي قاد واحدة من أهم الثورات ضد الإسبان عام 1780م في مملكة البيرو سابقاً”.
يعيش كارلوس ليسكانو اليوم في "منتدفيديو"، وبحكم العفو وقانون المصالحة لعام 1981، فإنّه يجد نفسه أحياناً بين عدد كبير من الجلاّدين الّذين لم تتم محاسبتهم أو محاكمتهم. وقد يلتقي بعضاً منهم في الشارع أو في أماكن عمومية فهم يعيشون معه في نفس المدينة. وعن ذلك يقول: "إنّ المجتمع في الاوروجواي ذاكرته قصيرة وقد نسي الكثيرون فترة الدكتاتورية، والشباب لم يعش تلك الفترة الحالكة".
في مقدمة كتابه «ذكريات الحرب الأخيرة» يذكر ليسكانو أنه منذ سنة 1980 يوم كان في معتقل «ليبرتار» حيث احتجزه النظام الديكتاتوري في بلاده لمدة ثلاثة عشر عاما اكتشف أنه أصبح كاتباً. يقول: العزلة في أي معتقل شأنها شأن سجن ليبرتار تجعل يسيراً أن نصاب بالهذيان.
الوحدة والصمت المخيم وغياب العلاقات الإنسانية كلها عوامل قد تؤدي إلى الهذيان وهذا مستحب لحماية النفس من الواقع. ثم يسهل على المرء أن يتخيل نفسه قدي…
عرض المزيد
كارلوس ليسكانو، من أشهر كتاب الرواية في الأوروغواي، وقد كان هذا الكاتب عسكرياً وعضواً في حركة التوبمارو “حركة تحرر ثورية يسارية اعتمدت النضال العسكري وحرب العصابات لتحقيق أهدافها بين العامين 1960م و 1970م، ويعود اسمها إلى توباك أرمو، الهندي الذي قاد واحدة من أهم الثورات ضد الإسبان عام 1780م في مملكة البيرو سابقاً”.
يعيش كارلوس ليسكانو اليوم في "منتدفيديو"، وبحكم العفو وقانون المصالحة لعام 1981، فإنّه يجد نفسه أحياناً بين عدد كبير من الجلاّدين الّذين لم تتم محاسبتهم أو محاكمتهم. وقد يلتقي بعضاً منهم في الشارع أو في أماكن عمومية فهم يعيشون معه في نفس المدينة. وعن ذلك يقول: "إنّ المجتمع في الاوروجواي ذاكرته قصيرة وقد نسي الكثيرون فترة الدكتاتورية، والشباب لم يعش تلك الفترة الحالكة".
في مقدمة كتابه «ذكريات الحرب الأخيرة» يذكر ليسكانو أنه منذ سنة 1980 يوم كان في معتقل «ليبرتار» حيث احتجزه النظام الديكتاتوري في بلاده لمدة ثلاثة عشر عاما اكتشف أنه أصبح كاتباً. يقول: العزلة في أي معتقل شأنها شأن سجن ليبرتار تجعل يسيراً أن نصاب بالهذيان.
الوحدة والصمت المخيم وغياب العلاقات الإنسانية كلها عوامل قد تؤدي إلى الهذيان وهذا مستحب لحماية النفس من الواقع. ثم يسهل على المرء أن يتخيل نفسه قديساً أو نبياً. تخيلت نفسي كاتباً ولم أكن نشرت آنذاك أي عمل. سنة 1981 حين بدأت أكتب كنت أمضيت ثماني سنوات في السجن. كنت في عزلة شديدة لم يكن هناك لا نور ولا ماء. لا شيء للكتابة ولم أكن أحدث أحداً فقررت كتابة رواية ذهنية وكان ذلك هذيانا لكنه كان أيضاً سبيلي إلى الهرب من الجو المضني للمعتقل. بعد عدة أشهر عندما تمكنت من الحصول على أوراق وقلم كتبت فعلاً رواية. ثم اعتبرت نفسي أديبا! رغم أني لم أبح بالأمر إلا أن ذلك ساعدني في تمضية سنوات الأسر الخمس التي تَلتْ. عندما خرجت من السجن أردت أن أصبح كاتباً ولم أكن أرغب في شيء آخر.
حين سألوني ماذا أحتاج كنت في الواقع في حاجة لكل شيء: الملابس والعمل والدفء والحنان خاصة رغم أني لم أكن أشعر بذلك أجبتهم بأني أريد آلة كاتبة».
أنجز هذا الكاتب عدداً من الأعمال: عربة المجانين، قصر الطاغية والكاتب والآخر.
عرض اقل