ولد الأديب محمد أمين يوسف غراب في قرية محلة مالك, مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ في 31 مارس سنة 1912, ثم انتقلت أسرته إلى دمنهور وهو في سن مبكرة, ومن هنا كانت النشأة ثم العمل في دمنهور فيما بعد. لم يدخل أمين يوسف غراب المدارس قط، ولم يتعلم تعليما منظما في حياته، كما إنه لم يقرأ حرفا واحدا حتى بلغ السابعة عشر من عمره
على الرغم من نشأته في أسرة ثرية،
لكن يبدو أن أبويه لم يأخذانه بالشدة فعاش مدللا - وهو الولد الوحيد ـ مترفا، فإذا ما رغب في عدم دخول المدرسة فله الأمر والطاعة،
ومثل ما يحدث لشخصيات قصصه، أو هو القدر على حد قوله أيضا، انقلبت هذه الحياة من النقيض إلى النقيض,يصاب الأب الثري بنكسة تعصف بثروته، ثم بحياته بعد قليل من الوقت، ويضحى على الفتى المدلل المترف
أن يواجه الحياة على قسوتها بمخالب ضعيفة
وأم لا حول لها ولا قوة، غير أنه سرعان ما تشتد هذه المخالب وتقوى تؤازرها عزيمة قوية ورغبة شديدة في مواصلة الحياة، فيبدأ أمين يوسف غراب في تعلم القراءة والكتابة، وبفضلهما يعمل في أرشيف بلدية دمنهور موظفا، فيكاد يحصل على قوت يومه ويا للأقدار وصنعها، يغضب عليه رئيسه في البلدية، فيعاقبه ويكون العقاب نقله مساعدا لأمين مكتبة البلدية، بلدية دمنهور وفي هذه المكتبة تتهيأ لأديبنا الن…
عرض المزيد
ولد الأديب محمد أمين يوسف غراب في قرية محلة مالك, مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ في 31 مارس سنة 1912, ثم انتقلت أسرته إلى دمنهور وهو في سن مبكرة, ومن هنا كانت النشأة ثم العمل في دمنهور فيما بعد. لم يدخل أمين يوسف غراب المدارس قط، ولم يتعلم تعليما منظما في حياته، كما إنه لم يقرأ حرفا واحدا حتى بلغ السابعة عشر من عمره
على الرغم من نشأته في أسرة ثرية،
لكن يبدو أن أبويه لم يأخذانه بالشدة فعاش مدللا - وهو الولد الوحيد ـ مترفا، فإذا ما رغب في عدم دخول المدرسة فله الأمر والطاعة،
ومثل ما يحدث لشخصيات قصصه، أو هو القدر على حد قوله أيضا، انقلبت هذه الحياة من النقيض إلى النقيض,يصاب الأب الثري بنكسة تعصف بثروته، ثم بحياته بعد قليل من الوقت، ويضحى على الفتى المدلل المترف
أن يواجه الحياة على قسوتها بمخالب ضعيفة
وأم لا حول لها ولا قوة، غير أنه سرعان ما تشتد هذه المخالب وتقوى تؤازرها عزيمة قوية ورغبة شديدة في مواصلة الحياة، فيبدأ أمين يوسف غراب في تعلم القراءة والكتابة، وبفضلهما يعمل في أرشيف بلدية دمنهور موظفا، فيكاد يحصل على قوت يومه ويا للأقدار وصنعها، يغضب عليه رئيسه في البلدية، فيعاقبه ويكون العقاب نقله مساعدا لأمين مكتبة البلدية، بلدية دمنهور وفي هذه المكتبة تتهيأ لأديبنا الناشئ أسباب
الاطلاع والمعرفة فيقرأ كل ما يقع تحت يده
من أدب عربي وأدب غربي مترجم.
بعد هذه القراءات بدأ أمين يوسف غراب يكتشف في نفسه بذرة الأديب فكتب القصة القصيرة أول ما كتب، وعندما أعلنت مجلة الصباح عن مسابقة للقصة القصيرة اشترك فيها أديبنا الناشئ ففاز بالمركز الأول عن قصة "بائعة اللبن" سنة 1940.
وبعد عامين من هذا التاريخ احترف أمين يوسف غراب الأدب بعد أن نشر له الأستاذ محمد التابعي قصة " في البيت "في مجلة آخر ساعة في أبريل سنة 1942، إذ أعجب بها التابعي إعجابا كبيرا، ثم جعله يكتب قصة العدد في المجلة لسنوات طويلة. عاش أمين يوسف غراب القسم الأعظم من حياته في الريف، فلم ينتقل إلى القاهرة إلا في عام 1949، وكان عمره آنذاك سبعا وثلاثين عاما، بعد أن تشبع بحياة الريف وقيمه ومثله وعاداته وتقاليده، فحمل معه إلى القاهرة تجاربه الأولي في الريف، ولعل هذا يفسر لنا أن معظم شخصيات قصصه تأتي من أعماق الريف، أو من أصل ريفي على الأقل، لقد استفاد أمين يوسف غراب من هذه النشأة الريفية،
فهو بارع في تصوير الحياة الريفية، وبارع أيضا
في تصوير الشخصية الريفية، وبارع في الغوص في أعماق هذه الشخصيات، وبارع في عرض التفاصيل الدقيقة الخاصة بالحياة بالريف، مثل قصص (رمان الجناين، والشيخة غزال، ومائة دجاجة وديك أحمر، وزوجة رجل آخر) وغيرها،
وجميعها أيضا من أجود قصصه على المستوى الفني.
في القاهرة عمل أمين يوسف غراب في عدة وظائف،فبدأ كاتبا بسيطا في مطابع السكة الحديد عام 1949،ثم سكرتيرا لمصلحة السكة لحديد عام 1951، إلى أن انتقل للعمل مديرا للعلاقات العامة بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية (المجلس الأعلى للثقافة حاليا) منذ عام 1956، وقد ظل في هذه الوظيفة إلى أن توفاه الله في 27 ديسمبر عام 1970، إثر تعرضه لنزلة برد حادة، نتج عنها نزيف قاس أودى بحياته، وهكذا مات عن عمر يناهز 58 عاما.
عرض اقل